أكد عدد من خبراء السياحة أن التصريحات الدائمة التي يرددها هشام زعزوع -وزير السياحة في حكومة الانقلاب- عن عودة الحركة السياحية في الفترة المقبلة "تفاؤلية" وبعيدة عن أرض الواقع السياحي الذي ينذر بموسم ضبابي في ظل مشاهد العنف التي تحدث، والتي كان آخرها الحادث الذي استهدف الأتوبيس السياحي الذي كان متجهًا من سانت كاترين إلى طابا وتم تفجيره أمام منفذ طابا البري والذي راح ضحيته 4 سائحين كوريين الجنسية والسائق مصري الجنسية و14 مصابا تم إيداعهم بمستشفيات طابا وشرم الشيخ.
وجاءت تبعات الحادث مخالفة تماما لما يزعمه دائمًا وزير السياحة في حكومة الانقلاب, فقد أعلنت كوريا الجنوبية اعتزامها ترحيل رعاياها الموجودين في مصر, حيث نقلت وكالة "يونهاب" الكورية المحلية، عن مسئول بحكومة سيول قوله إن: "وزارة الخارجية تبذل قصارى جهودها لإجلاء المواطنين الكوريين الجنوبيين من مصر، وتتخذ خطوات لإجراء اتصالات بجميع المسافرين الكوريين الجنوبيين في المنطقة لتوصيهم بالمغادرة تحسبًا لشن مزيد من الهجمات على الأجانب".
ومن المقرر أن تعود اليوم الأربعاء، الدفعة الأولى من الناجين الكوريين عقب الهجوم الذي استهدف حافلتهم في مدينة طابا.
ومن جانبه, أشار أحمد بلبع -رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال- إلى أن تصريحات زعزوع بعودة السياحة هي دعوة للتفاؤل أو نوع من بث الطمأنينة للخارج وللعاملين بالقطاع السياحي، إلا أنها تختلف تمامًا عن الواقع الذي تتناقله يوميًا وسائل الإعلام العالمية.
وأكد أن موسم الشتاء الحالي سيكون أسوأ حالاً في ظل استمرار أحداث العنف المؤسفة التي تشهدها البلاد يومياً, ولذا فان تعافى السياحة وعودتها لطبيعتها يحتاج فعلا لمعجزة إلهية, مشيرا إلى أن نسب إشغالات فنادق شرم الشيخ لا تتعدى حاليا 30٪ إضافة إلى إغلاق العديد من الفنادق.
وأوضح بلبع أن الحجوزات المستقبلية مازالت في علم الغيب، خاصة أن الرؤية غير واضحة تماما وان التعافي لن تظهر بوادره إلا باتضاح الرؤية و استقرار الأوضاع في مصر.
لافتا إلى الدليل هو ما قامت به مؤخرًا الحكومة الإسبانية بتوقيع إقرارات على مواطنيها الراغبين في السفر لمصر وعدم مسئوليتها حال تعرضهم لأية مخاطر باعتبار أن مصر أصبحت منطقة خطرة من وجهة نظر حكومتهم، الأمر الذي أوجد حالة خوف لديهم من القدوم لمصر، وهذا ليس في إسبانيا فقط ولكن هناك دول أخرى أعلنت إلغاء التأمين على مواطنيها حال سفرهم لمصر وتوقيع عقوبات على منظمي الرحلات وهو ما وضع العديد من الشركات والفنادق في موقف صعب للغاية
وأوضح بلبع أنه ليس من العيب أو الخطأ أن نطرح الحقائق بواقعية طالما هناك غياب للأمن وتكرار العمليات الإرهابية واستمرار أعمال العنف في بعض المناطق وهو ما يعرقل تعافى السياحة وعودتها لطبيعتها كما كانت.
فيما أكدت ناديه شلبي -مدير أحد الفنادق بطابا- إنه تم إلغاء حجز فوج كوري لديها كان من المفترض أن يصل اليوم ولكن بعد هذا الحادث الغاشم قاموا بإلغاء حجزهم, موضحة أن الفندق كان يستقبل في هذا التوقيت ما يقرب من 3 مجموعات كورية يبلغ عدد المجموعة الواحد ما يقرب من 80 إلى 90 سائحًا.
وأشار هشام علي -رئيس جمعيه مستثمري جنوب سيناء- إلى أن نسبه الإشغالات بفنادق شرم الشيخ لا تتعد 33% موضحا أن الإشغالات وصلت خلال فترة الأعياد الماضية إلى 80% ولكنها عادت إلى معدلاتها الأولى بعد انتهاء إجازات عيد الأضحى.
ولفت إلى أن 20 % من الفنادق بشرم الشيخ قد قامت بغلق أبوابها نظرا لضعف الإشغالات لديها.
[rtl] المصدر : بوابة الحرية والعداله[/rtl]